ذَبُلَت ورد.

على مدى سنة كاملة، لـم تقل من الكلام إلّا ما قلّ. اهتمّت بابنتيها فقط، وبشعرها. أبقت عليه طويلًا على الدوام، لأنّ غدي كان يحبّه هكذا.

محت فريد من حياتها، خفضت ساعات عملها، وَحَدّت من تخالطها الاجتماعي.

اشترت شاليه جبليًا وانتقلت إليه مع ابنتيها. صنعت بمساعدتهما بيتًا خشبيًا للعصافير، وضعته على الشرفة، وكانت تملأه يوميًا بالبذور.

وكانت، في السابع عشر من كلّ شهر، عند منتصف الليل، الساعة التي أعلنوا فيها وفاة غدي، تدير أغنيتهما وتبكي. تبتسم. تعانق نفسها. تتمايل. وتبكي، وتبتسم. كانت تخال أنّ نسمةَ دورانها هي روحه.

آمنت بأنّه لم يفارقها، فهي لم تَبُح له بعد بكلّ ما أراد سماعه، لم تقل له إنّه الحبّ الذي بحثت عنه كلّ حياتها وكان بين يديها وأفلتته. إنّه وحده من أحبّها بلا قيدٍ أو شرط، وأعطاها روحه بلا مقابل. إنّه وحده من يستحق التفرّد بها قلبًا وروحًا وجسدًا.

لم تقل له إنّها هي أيضًا تحبّه بجنون.